اللغات كلها ملكات شبيهة بالصناعة اذ هي ملكات في اللسان للعبارة عن المعاني.وجودتها وقصورها بحسب تمام الملكة او نقصانها. وليس ذلك بالنظر الى المفردات
. انما هو بالنظر الى التراكيب.فاذا حصلت الملكة التامة في تركيب الالفاظ المفردة.للتعبير بها عن المعاني المقصودة.ومراعاة التاليف الذي يطبق الكلام على مقتضى الحال.
بلغ المتكلم حينئذ الغاية من افادة مقصودة للسامع.وهذا هو معنى البلاغة وا
لملكات لا تحصل الا بتكرار الافعال. لان الفعل يقع اولا وتعود منه للذات صفة. ثم تتكرر فتكون حالا. ومعنى الحال انها صفة غير راسخة ثم يزيد التكرار فتكون ملكة اي صفة راسخة..
فالمتكلم من العرب حين كانت ملكة اللغة العربية موجودة فيهم يسمع كلام اهل جيله واساليبهم في مخاطبتهم وكيفية
تعبيرهم عن مقاصدهم كما يسمع الصبي استعمال المفردات في معانيها فيلقنها اولا ثم يسمع التراكيب بعدها فيلقنها كذلك.ثم لا يزال سماعهم
لذلك يتجدد في كل لحظة ومن متكلم واستعماله يتكرر الى ان يصير ذلك ملكة
وصفة راسخة.
وهكذا تصيرت الالسن واللغات من جيل الى جيل وتعلمها العجم والاطفال. وهذا هو معنى ما تقوله العامة من ان اللغة للعرب بالطبع
.
.